تعلم اللغة العربية أمر حتمي، فهي غلاف هويتنا وبدونه نتلف ونعطب
وتذهب ريحنا! والأهم من كونها لغة التحدث والكتابة –أنها لغة القرآن الكريم: كتاب
الله الذي اختار له العربية ليكتب ويقرأ بها. حسنًا لنتعلمها! ولكن مهلًا . كيف
تصبح لغويًا دون أن تمر على كتاب البيان والتبيين للجاحظ؟
من الجاحظ؟
بالتأكيد قد ورد عليك اسم الجاحظ من قبل، حتى وإن لم تقرأ له شيئًا
ولكنك تعلم أن هناك شخصية تاريخية مشهورة تدعى الجاحظ! وعلى الأغلب تعلم أن ذلك
الاسم هو لقب أُطلق عليه نظرًا لجحوظ عينيه –قيل بسبب كثرة القراءة- فاسمه أبو
عثمان عمرو بن بحر بن محبوب بن فزازة الليثي الكناني البصري.
الجاحظ شخصية
جدلية للغاية وبم أننا لسنا بصدده –حاليًا بل بصدد كتابه- لن نبحر في سيرته. يكفي
أن نقول أن الجاحظ عليه جدل كبير دينيًا فهو ينتمي للمعتزلة وقد تجمع حوله بعض
مريديه ليكونوا الجاحظية. هجاه الكثير من علماء الدين مثل الإمام الذهبي صاحب سير
أعلام النبلاء، ولكن لم يختلف اثنان حول كونه لغويًا من الطراز الأول فهو عالم لغة
فذ.
مؤلفاته
ألف الكثير من
الكتب منها:
· كتاب المعرفة
· كتاب الأخبار وكيف تصح
· كتاب البلدان
· كتاب البخلاء
· كتاب فضل العلم
· كتاب التفكر والاعتبار
· كتاب البيان والتبيين
· كتاب الحيوان
البيان والتبيين أم البيان والتبين
قد تجد من الكتاب نسحًا مختلفة عدا النسخة الأصلية منه –التي خطها
الجاحظ بيده- اشتهر الكتاب باسم البيان والتبيين، ولكن اعترض البعض على هذا الاسم
بل أنكر على الجاحظ أن يضع يعطف التبيين على البيان وكلاهما لهما المعنى نفسه! بل
يرى البعض أن الأجدر بأن يكون البيان والتبين –تُحذف ياء- وهنا المعنى ليس واحدًا.
وافق العلامة عبدالسلام هارون الرأي القائل بأن الكتاب اسمه البيان
والتبين، فربما نقل العنوان بالخطأ نظرًا لقدم النسخة الأصلية.
كتاب البيان والتبيين
يعتبر كتاب البيان والتبيين وكذلك كتاب الحيوان –آخر ما كتب
الجاحظ، وأن كتاب البيان والتبيين لاقى حفاوة واستحسان كبار العلماء ونذكر منها:
قال عنه ابن خلدون إذ يتحدث عن الأدب: "وسمعنا من شيوخنا في مجالس
التعليم أن أصول هذا الفن وأركانه أربعة دواوين: وهي أدب الكاتب لابن قتيبة، وكتاب
الكامل للمبرد، وكتاب البيان والتبيين للجاحظ، وكتاب الأمالي لأبي علي القالي، وما
سوى هذه الأربعة فتبع لها وفروع عنها".
يتألف الكتاب من ثلاثة أجزاء:
الجزء الأول: يتحدث عن البيان مفهومه وأنواعه والبلاغة
والفصاحة
الجزء الثاني: يتحدث عن الخطابة والشعراء
وطبقاتهم، واستشهد بكلام الأنبياء والخطباء
الجزء الثالث: يتحدث عن أصل اللغة وقيمة الشعر
وأثره على اللغة
البيان: الدلالة على المعنى
التبيين\ التبين: الإيضاح
بعض ما تناوله الكتاب
البتراء والشوهاء
ورد في السلف أن أهل الخطابة كانوا يسمون الخطبة التي لا تبدأ
بالتحميد وتستفتح بالتمجيد "البتراء"، فيما سمى السلف الخطبة التي لم
يذكر فيها بعض آي القرآن أو تخلو من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بالخطبة
"الشوهاء"
البلاغة
البلاغة تعني –لغويًا-
الفصاحة، واصطلاحًا فهي تختلف باختلاف الموصوف بها؛ فبلاغة المتكلم تختلف عن بلاغة
الكلام!
بلاغة الكلام:
أن يكون الكلام مطابقًا لحال الخطاب، مع خلوه من الأخطاء وعيوب الفصاحة
بلاغة المتكلم:
صفة راسخة في المتكلم تمكنه أن يؤلف كلامًا بليغًا متى شاء
من
مظاهر البلاغة النبوية
· الإحكام: يعني أن المعنى صحيح في ذاتهيفيد
الحقيقة
· يتضمن الحديث النبوي الشريف على كثير من المعاني
والحقائق والأسرار رغم قلة كلماته وقصر جمله
· يتسم أسلوب النبي بالجزالة والفخامة في الكلمات،
والبعد عن التكلف، والتناسق وجمال الوقع
ختامًا
لا يمكننا حصر أهم النقاط في كتاب من
أمهات الكتب الهامة في اللغة العربية، ولعل ما كتب في السطور القليلة يدفعك لقراءة
الكتاب كاملًا بإذن الله.
رابط تحميل الكتاب من هنا
كتبته: أميرة سامي أبوالوفا
اقرأ أيضًا:
ما علم النفس الاجتماعي؟ وسماته
وأهدافه ومجالاته وما أهم نظرياته؟
منحة يونس إمرة 2023 لتعلم اللغة
التركية
هل توجد علاقة بين علم النفس ولغة
الجسد؟ وما هي أهم كتب لغة الجسد؟
