تخلد الروايات التي
تحولت إلى مسلسل أو فيلم، لا ينساها الناس أبدًا، فكيف إذا كانت القصة محكمة وتم
الاستعانة بنجم كبير مثل شكري سرحان ليقوم بدور "سعيد مهران" ولا يمكن
أن ننسى "رؤوف علوان" الذي برع في دوره الفنان كمال الشناوي، عوامل كثر كانت
سببًا في خلود رواية اللص والكلاب لنجيب محفوظ.
المؤلف
كتبها الأديب الشهير نجيب محفوظ وهو أديب مصري ولد عام 1911 بالقاهرة
وتوفي عام 2006. روائي وماتب مصري حصل أيضًا على جائزة نوبل في الأدب. اشتهرت
رواياته بسمات معينة مثل حرصه على إظهار الحارة وكأنها عالم مكتمل. عمل مديرًا
للرقابة على المصنفات الفنية ومديرًا لمكتب وزير الإرشاد، ومستشارًا للمؤسسة
العامة للسينما ةالإذاعى والتلفزيون.
من مؤلفاته
ألف نجيب محفوظ روايات كثيرة، وتحول بعضها إلى أفلام أو مسلسلات،
ومنها:
· كفاح طيبة
· خان الخليلي
· زقاق المدق
· بداية ونهاية
· الثلاثية: (بين القصرين، قصر الشوق، السكرية)
· السمان والخريف
رواية اللص والكلاب
صدرت لأول مرة عام 1961. وهي تناقش أفكار العبث ومعنى الوجود. استوحى
الكاتب فكرتها من قصة واقعية بطلها اسمه "محمود أمين سليمان" وتلك قصة
شغلت الرأي العام عام 1960 حيث تعاطف البعض معه رغم ارتكابه جرائم قتل للانتقام من
زوجته ومحاميه حيث خاناه وحرماه من ماله وطفلته؛ فكتب المؤلف الرواية استنادًا على
هذه القصة وإن كان أقام بعض التعديلات عليها.
ملخص فصول الرواية
تتألف الرواية من 18 فصلًا ويبلغ عدد صفحاتها نحو 100 صفحة، وفيما يلي
سرد لأهم ما ورد في الرواية من أحداث:
· تبدأ القصة بسعيد مهران إذ يخرج من السجن بعد
انقضاء فترة عقوبته لارتكابه جريمة سرقة،
ليصطدم بالواقع المرير إذ لم يجد أحدًا في انتظاره ولا يأبه أحد له أصلًا. وسرعان
ما اكتشف أن زوجته "نبوية" خانته وتزوجت من مساعده "عليش"
وكانا قد سرقاه أيضًا، ومما زاد الطين بلة أن ابنته الوحيدة "سناء"
أنكرته وخافت منه مما أوقد في قلبه نارًا لا تنطفئ.
· يذهب سعيد للشيخ "جنيدي" الذي يجله
ويوقره مذ كان صغيرًا حيث كان يلتقي به في صحبة والده المتوفى. دخل على الشيخ
وتذكره الشيخ وسرد له "سعيد" ما حدث له فنصحه الشيخ بالعودة إلى الله
لأنه ما زال في سجن أعظم من سجن البوليس، فقلبه مفعم بالكراهية ولديه رغبة قوية في
الانتقام. نصحه بالوضوء والصلاة وقراءة القرآن.
· يعود "سعيد" ليبحث عن بعض آثار الماضي –قبل
دخوله السجن- ليتذكر الصحفي "رؤوف علوان" مثله الأعلى إذ كان
"سعيد" يعمل ببيت الطلبة حيث كان يقطن "رؤوف" وهو طالب
بالكلية. "رؤوف" هو من شجع "سعيدًا" على القراءة والكتابة
وكذلك قد بث في عقله أفكارًا سوداوية ونفث في نفسه أحقادًا عن الأغنياء وذوي
المناصب، بل شجعه على أن يقتطع منهم ما شاء من مال وأن ذلك وإن بدا كسرقة لكنه
يحمل في طياته رأفة بهؤلاء المغفلين –يقصد الأغنياء المترفين-!
· يعثر "سعيد" على عنوان بيت "رؤوف
علوان" الذي بدا غير سابق عهده إذ أصبح من الصفوة –هؤلاء من كان يحقد عليهم
في الماضي- وبالفعل يلقاه "سعيد" ويدخل بيته ويحسن "رؤوف"
إليه القول ويعطيه بعض النقود وأشار عليه أن يشرع في البحث عن عمل شريف يقتات منه.
· لم يتوقع "سعيد" ما لاقاه من صديق
الماضي مثله الأعلى فقد عامله كمتسول لا يرقى لأن يحادثه أو يوظفه في الجريدة.
فيقسم "سعيد" أن يقتص منه ويكون أول من يسرقه، ويفعل ولكن يكتشفه
"رؤوف" فقد توقع فعلته، ويهدده بأنه إذا رآه مرة أخرى سيسلمه للشرطة
ويأخذ منه النقود التي قد أعطاه إياها في الصباح!
· يشتد الغضب في نفس "سعيد" ويعزم على
قتل كل من: "نبوية" و"عليش" و"رؤوف علوان". ولكنه
كلما هم بتنفيذ ما عزم عليه اقتاده القدر لقتل شخص بريء ليبدأ في جلد ذاته واجتمع
عليه عذاب الضمير والرغبة في الانتقام معًا.
· حتى يلتقي بالغانية "نور" تلك المرأة
التي رفقت به وعطفت عليه وهدأت من روعه قليلًا لكنه ما زال ماضيًا فيما عقد على
تنفيذه، أخطأ "نبوية" و"عليش" لكنه حتمًا سيصيب "رؤوف
علوان" إلا أنه قد خاب مسعاه مرة أخرى ليقتل حارس قصر "رؤوف" الذي
لا ذنب له.
· يهرب "سعيد" ويعود إلى "نور"
ليختبئ من الشرطة ثم يتفاجأ أن الصحف قد جعلت منه سفاحًا وأن "رؤوفًا"
هو من شن ضده الحملة. يذهب سعيد للشيخ مرة أخرى محاولًا تخفيف آلام نفسه وضميره
الذي يجلده دومًا لقتل أبرياء دون ذنب. ثم يهرب ويهرب حتى يجده البوليس ويحاول
الفرار منهم ولكنه لم يتمكن من ذلك فيصيبه رصاص البوليس ليرديه قتيلًا.
مغزى الرواية
هناك أشخاص تمتلئ عقولها –عبثًا- بالتفكير العنيف ولديهم رغبات دائمة
في الانتقام من الغير، فتدفعه تلك الأفكار لارتكاب جرائم وفظائع، بينما هم كذلك إذ
يبررون لأنفسهم دائمًا أفعالهم وأنه دائمًا يوجد من دفعهم لهذه الأفعال الشنيعة.
رابط تحميل الرواية PDF من هنا.
كتبته: أميرة سامي أبوالوفا
اقرأ أيضًا: