تحقيق التوازن في الحياة أصبح حاجة ماسة مع زيادة المسئوليات وتعدد المهام في حياة الواحد منا.
ولتحقيق التوازن مزايا عديدة وآثار إيجابية تنعكس على صحة الفرد النفسية والجسدية واستقرار علاقاته الاجتماعية ونجاح عمله أو دراسته.
كما أنه كلما حافظت على التوازن في حياتك، كنت أكثر قدرة على الاستمرارية في السعي والعمل وتحقيق الإنجازات.
ولكي تتعرف على سبل تحقيق التوازن في الحياة، ليس عليك سوى متابعة هذه المقالة..
يمكننا تقسيم حياتنا على اختلاف ما فيها من أعمال إلى ستة جوانب أساسية وهم:
الجانب الديني
الجانب الدراسي أو الوظيفي
جانب الهوايات والأنشطة
جانب الصحة النفسية
جانب الصحة الجسدية
جانب العلاقات الاجتماعية
ويعرف الإنسان أنه يحقق التوازن في حياته، إذا أعطى كل جانب منهم حقه ووجه له نصيبًا من اهتمامه.
وفيما يلي حديث عن كل منهم وكيف نهتم به.
أولًا: الجانب الديني
يعد هذا الجانب أهم جوانب الحياة، فهو الهدف الأساسي من حياة الإنسان على هذه الأرض.فلابد أن تضع علاقتك مع ربك وعبادتك أولًا، وأن تشعر بمراقبة الله لك في السر والعلانية وأن تحفظ الله في كل أقوالك وأفعالك.
وفيما يلي إرشاد لما يمكنك فعله في هذا الجانب:
الصلاة على أوقاتها -وذلك من الفروض الواجبة على كل مسلم-
الورد اليومي من القرآن ولو آية
صيام الاثنين والخميس أو الأيام القمرية 13، 14، 15 من الشهر
قراءة أذكار الصباح والمساء
ذكر الله والاستغفار طوال اليوم
الصدقة
بر الوالدين
صلة الرحم
قيام الليل
الحفاظ على الزي الشرعي
غض البصر
الكف عن الغيبة والنميمة
طلب العلم الشرعي وسماع المقاطع الدعوية
متابعة من يدعون إلى الله ويأمرون بالمعروف على وسائل التواصل الاجتماعي مثل الشيخ حازم شومان، أمير منير، محمد الغليظ، حازم الصديق، أحمد عامر، ياسر ممدوح، أحمد السيد وغيرهم
وضع الحدود عند التعامل مع غير المحارم من الجنس الآخر
الإلتزام بكل ما شرع الله في الأوامر والنواهي
ثانيًا: الجانب الدراسي أو الوظيفي
هذا الجانب من الجوانب المهمة في الحياة، فهو الذي يعطي لها القيمة والمعنى ومن خلاله يصبح الإنسان عضو فعال وله دور إيجابي في المجتمع.ولا بد للإنسان الذي يريد أن يكون ناجحًا، الاهتمام بدراسته أو عمله والحرص على تطوير خبراته ومهاراته وتحسين مستواه.
فإذا كنت طالبًا، عليك بالاجتهاد والمذاكرة أول بأول والإلتزام بالحضور في دروسك أو جامعتك، ونظم وقتك ولا تضيعه في التوافه واحرص على التعلم والتحصيل الجيد للمعرفة بقدر حرصك على درجات الامتحانات.
ولا تكن مهملًا أو كسولًا.
وإذا كنت عاملًا، فعليك بإتقان عملك فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملًا أن يتقنه" .
واعمل على تطوير مهاراتك وقدراتك في العمل واستمر في التعلم ومعرفة الجديد في مهنتك.
ثالثًا: جانب الهوايات والأنشطة
هذا الجانب يغفل عنه الكثيرون ولا يعطونه أي اهتمام، رغم أنه جانب هام لشحن الطاقة واستجماع الحماسة والشغف لمواصلة السعي والاستمرارية في الإنجاز.فلا تفقد ممارسة هواياتك وأنشطتك المفضلة وسط زحمة مسئولياتك والتزاماتك، بل اجعل لها مكانًا ولن تندم على ذلك.
خصص وقتًا في يومك لأحد هواياتك ومارسها بانتظام، وشارك في أنشطة تطوعية أو جمعيات تابعة لتخصصك أو كن جزءًا من النوادي القرائية والثقافية.
رابعًا: جانب الصحة النفسية
في اعتباري أن هذا الجانب هو مفتاح تشغيل الحياة.
فطالما كان هذا المفتاح سليمًا، دارت الحياة. أما إذا أصابه تغير أو ضرر، توقفت عجلات الحياة.ولهذا يجب أن تهتم بصحتك النفسية وتتابعها على الدوام، وألا تنهمك في مهامك ومسئولياتك وتنسى نفسك وحقها عليك.
وإليك بعض النصائح التي يمكنها مساعدتك على المستوى النفسي:
لا تراكم الأحداث بداخلك، عبر عن مشاعرك وشارك عائلتك وأصدقائك ما تمر به.
لا تصدر الأحكام على نفسك وتحترف جلد الذات طوال الوقت.
استمتع بما تفعل، ولا تقم بمهامك تقضية واجب.
احرص على مكافأة نفسك والتنزه بعد كل جهد كبير تبذله.
خصص وقتًا من يومك لتناول مشروبك المفضل والاعتناء بنفسك والجلوس مسترخيًا دون استخدام الهاتف أو التلفزيون، وتحدث مع نفسك في هدوء وعطف.
ركز في الحاضر، لا تعيش مع ذكريات الماضي أو ما يخبئه المستقبل.
فرغ قلبك من الحقد والكره والحسد.
اتخذ التفاؤل والأمل والابتسامة رفقاء مهما اشتدت الأيام.
كن على يقين بأن الله يدبر لنا الخير دائمًا حتى وإن رأيناه محض الشر.
أفكارك وأصوات رأسك ليست صادقة دائمًا فلا تأخذها على محمل الجد فقد تكون نتيجة القلق والخوف ليس أكثر.
خامسًا: جانب الصحة الجسدية
الصحة تاج فوق رؤوس الأصحاء كما يرددون دائمًا. وأي ألم بسيط، يجعل الدنيا صغيرة وليس لها قيمة في عين الإنسان.
فاهتم بصحتك وحافظ عليها من خلال إتباع عادات غذائية سليمة والتي تشمل الابتعاد عن الأطعمة الدسمة وسريعة التحضير أو التي تحتوي على كميات زائدة من الملح والسكر. وأكثر من الخضروات والفاكهة .
وللرياضة أيضًا دور كبير في الحفاظ على الجسم بصحة جيدة.
ومن الضروري الابتعاد عن التدخين فهو من أسوأ العادات للصحة.
وكذلك السمنة فهي تزيد من خطر الإصابة بالعديد من الأمراض.
سادسًا: جانب العلاقات الاجتماعية
وجود علاقات اجتماعية ناجحة في حياة الإنسان من أكثر دعائم الاستقرار والسعادة.فاحرص على اختيار علاقاتك وأصدقائك.
وكن قريبًا من عائلتك وأعطهم من وقتك واهتمامك.
فالأنس والود والمشاركة والدعم والطمأنينة بجوار من تحب هي أغلى المشاعر التي يمكن أن تعيشها في الحياة. ولن تجنيها إلا بتعلم فنون التعامل مع الآخرين ومراعاة شعورهم واحترامهم والحفاظ على عطاء واهتمام متبادل.
فعش ودودًا، معطاءً، متعاونًا، قريبًا من الناس.
أخيرًا، كانت هذه إرشادات بسيطة تساعدك في تحقيق التوازن في حياتك من خلال الاهتمام بجوانب الحياة المختلفة.
فأرجو أن تبدأ من الآن في النظر إلى حياتك بمنظور أوسع وتستمتع بتفاصيلها وجوانبها.