المذاكرة الفعالة| أسرار لن يخبرك بها الأوائل

28/04/2025|


الكثير منا يذاكر ولكن القليل جدًا من يعرف كيف يذاكر بفعالية! لذلك تتحول عملية المذاكرة إلى عبء ثقيل نتهرب منه ولا نجد له قبولًا في أنفسنا.ولذلك نقدم إليكم في هذه المقالة طرقًا وأدوات تتحول به المذاكرة من عميلة روتينية مملة غير محبوبة إلى عملية فعالة تتحقق بها أعلى الدرجات والتقديرات ومن قبلهم المتعة والإقبال


أولًا: غير عدستك| أولى خطوات المذاكرة الفعالة

هل تساءلت من قبل عن السبب الذي يجعلك تذاكر من غير أن يكون لداعي امتحان ؟
!الحقيقة أن التوجه العام لدى الجميع أن يذاكروا فقط من أجل الامتحانات. وهنا تكمن المشكلة

.لأن ربط المذاكرة بالامتحانات يخلق لها في أنفسنا استياء ونفور، كما يجعلها أكثر ضغطًا وأقل فائدة
!ولكن ماذا لو رأيت للمذاكرة من خلال عدسات أخرى غير عدسة الامتحانات المعتمة
:تعال نجرب ذلك معًا

المذاكرة كباب للتعلم والمعرفة

.ولأن العلم نور والمعرفة قوة وبدونهما لا يتقدم الإنسان خطوة واحدة. تصبح للمذاكرة صورة أكثر إشراقًا وإيجابية كونها الباب لذلك الخير كله

 المذاكرة كوسيلة لتحقيق الأهداف
.انظر إلى أهدافك على اختلافها وتفقد الوسائل المؤدية إليها. ستجد أن المذاكرة واحدة منهم جميعًا
إذا كنت في المرحلة الثانوية وتريد أن تلتحق بكلية معينة وسيلتك هي المذاكرة..إذا كنت في الجامعة وتريد أن تحقق تقديرات مرتفعة وسيلتك هي المذاكرة.. وإذا أردت أن تصبح متميزًا في مجالك أيًا كان ستجد المذاكرة والتعلم هم أهم الوسائل
وعلى قدر رغبتك في تحقيق هدفك وتمسكك به، يكن إقبالك على المذاكرة
.لأن الإلتزام بها ما هو إلا إلتزام تجاه أهدافك وأحلامك

المذاكرة كفرصة للذة الاستكشاف
وكما أن للعلم نور، فإن له لذة لا نريد أن نغفل عنها 
وكمثال على ذلك تذكر اللحظات التي فهمت فيها درسًا صعبًأ أو انتهيت من مسألة معقدة. وتذكر شعورك بالرضا والفرح حينها.
وكذلك استكشاف الموضوعات الجديدة والتعرف على ما لم نسمع عنها من قبل له لذة انتبه لها ولا تفرط في حقك منها

المذاكرة كوسيلة لرضا الله

عنْ أبي الدرداءِ رضيَ اللهُ عنهُ قال سمعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول (مَنْ سلَكَ طريقًا يلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سهّلَ اللهُ لهُ بهِ طريقًا إلى الجنة وإنَّ الملائكةَ لتَضَعُ أجْنِحَتَها لِطالِبِ العلمِ رِضًى بِما يصْنع وفضلُ العالِمِ على العابدِ كفضلِ القمرِ على سائرِ الكواكبِ وإنَّ العُلماءَ ورثةُ الأنبياءِ إنّ الأنبياءَ لمْ يُوَرِّثوا دينارًا ولا دِرْهَمًا إنّما ورَّثوا  العِلمَ فمَنْ أخذَهُ أخذَ بِحَظٍّ وافرٍ)
.وكفى بهذا الحديث الشريف دليلًا على فضل طلب العلم والذي لا يكون إلا بالمذاكرة والمدارسة



ثانيًا: شغَّل عقلك

شغل عقلك بالفهم والإدراك الجيد لما تذاكر ولا تكن متلقيًا سلبيًا دوره أن يكون وعاء تُصب فيه المعلومات دون أن يقف عندها ويحسن فهمها
.كما أن تلقيك للمعومات وحفظها دون فهم يسهل من نسيانها ولا يساعدك في تطبيقها أو الاستفادة منها
وهذا أدنى ما يمكن أن تحصله من المذاكرة، ولمعالجة هذه النقطة وتحقيق أقصى استفادة مما تذاكر.. اتبع الخطوات التالية


استمع إلى الشرح من مصدر تفهمه جيدًا-

اعطِ كل مادة حقها، فلا تفرح بسرعة انتهائك قدر فرحك بجودة مذاكرتك-

حافظ على تركيزك أثناء استماع الشرح وليكن معك دفترًا وقلمًا وابدأ في تدوين الأفكار الأساسية للدرس/ المحاضرة وأهم النقاط فيه-

أيضًا حاظ على تركيزك أثناء المذاكرة وابعد عنك كل المشتتات مثل هاتفك المحمول وإن كنت تحتاجه أثناء المذاكرة استخدم تطبيقات لحظر الإشعارات والدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي-

ذاكر في مكان يتسم بالهدوء تستطيع الانعزال فيه عن الآخرين، فلا تذاكر مثلًا وسط عائلتك وهي تشاهد مباراة لكأس العالم وتظن أنك بهذا تذاكر-

استخدام أكثر من حاسة أثناء المذاكرة، فذلك مما يساعد على سرعة الإدراك. كأن تستخدم صوتك في تكرار المعلومات وتسمعها بأذنيك وتشاهدها بعينك في المصدر الذي تذاكر منه-

استخدام الخرائط الذهنية لتوضيح أفكار الدرس/ المحاضرة وربطها ببعضها البعض-

لخص ما فهمته بأسلوبك في ورقات معدودة تتضمن أهم النقاط والأسئلة التي أشار إليها المعلم/ المحاضر لتكن مرجعًا لك عند المراجعة وقبل أيام الامتحانات-



ثالثًا: نحو مذاكرة فعالة

من أهم الأمور التي تساعدك هنا هي: المذاكرة أول بأول وإن كنا قد ألفنا هذه الجملة وأصبحت مستهلكة إلا أنها شديدة الأهمية والتأثير
وذلك لأن الحفاظ على قدر يومي من المذاكرة وإنجازه أول بأول له عدة فوائد منها

حضور المعلومات في ذهنك بعد الشرح، فتكون المذاكرة بذلك أكثر سهولة وأشد تثبيتًا-

الاعتياد على المذاكرة اليومية واعتبارها جزء من اليوم واكتسابها كعادة-

تفادي المتراكمات والتي تشكل حاجز منيع أمامنا للبدء في المذاكرة وكذلك لها أثر سلبي على حالتنا النفسية-

الشعور بالإنجاز والراحة النفسية-

تجنب الضغط الذي يحدث غالبًا نتيجة عدم المذاكرة أول بأول-

ومما يساعد كثيرًا في أن تكون المذاكرة فعالة أيضًا: المراجعة الدورية
والمراجعة الدورية للقديم مع كل جزء جديد تذاكره أو المراجعة بين كل فترة وأخرى على ما أنهبت مذاكرته. تساهم بشكل كبير جدًا في تثبيت المعلومات في ذهنك ودوام استذكارها. كما يجنبك ضغط ليالي الامتحانات والمجهود الكبير والوقت الأكبر الذي تحتاجه امراجعة كل ما ذاكرته لأول مرة وقد يكون هناك ما نسيته تمامًا لطول غيابك عنه وعدم مراجعته دوريًا

وكذلك مما له أهمية كبيرة: حل أسئلة تطبيقية على ما ذاكرته والإطلاع على امتحانات السنوات السابقة
لأنه من خلال الحل، تعرف مدى فهمك للموضوع وهل هو واضح بالنسبة لك أم لا
وكذلك تكتسب خبرة في حل الأسئلة والتعامل معها استعدادًا للامتحانات. كما يكسر حاجز الرهبة والخوف بينك وبين الامتحانات


إلى هنا تنتهي مقالتنا ولكن ما نرجو أ ينتهى معها هو نظرتك للمذاكرة على أنها وسيلة للحصول على الدرجات واجتياز الامتحانات وحسب لأن ذلك اختزال مخل لقيمة المذاكرة والعلم
وكذلك نرجو أن تبدأ رحلتك مع مذاكرة فعالة تحصل منها على فهم حقيقي وعلم متين وفي نفس الوقت تحقق أعلى الدرجات
ولا تنس مع كله أن تستعن بالله فلا حول ولا قوة إلا به وأن تستحضر النوايا الحسنة التي تؤجر بها على مذاكرتك وتعبك


كتبته: د/ فاطمة زكي

مشاركه فى:

ربما يعجبك أيضا