وسط تعدد التخصصات ومجالات التعلم والعمل، يقع الإنسان في الحيرة بخصوص أيهم يختار.
ويجد الكثيرون صعوبة في تحديد ما يحبون أو الوصول إلى شغفهم،
وبالتالي يضيع عليهم الكثير من الوقت والفرص بينما هم في رحلة من البحث الدائم دون الوصول إلى نتيجة أو وجهة محددة.
فإذا كنت من ضمن هؤلاء اللذين يبحثون عن شغفهم ولا يعرفون كيف يصلوا إليه، تابع معنا هذه المقالة والتي ستدلك على أسهل طريق للوصول إلى شغفك.

أولًا: خذ فكرة عن كل شيء
من أهم الخطوات في طريق البحث عن شغفك أن تجرب كل ما يمكنك تجربته وتتطلع على مختلف التخصصات والمجالات الخاصة بالدراسة والعمل.
وأن تكتسب خلفية جيدة عن طبيعة كل مجال والفرص المتاحة به وما الذي تدرس فيه.
ربما تتطلب هذه الخطوة وقتًا وجهدًا ولكنها خطوة أساسية ولا يمكن الاستغناء عنها في سبيل تحديد شغفك وتوفر عليك الكثير من الحيرة والتوهان فيما بعد.
كما أن هذه الخطوة تضمن لك الاختيار الواعي القائم على البحث وليس الصدف.
وتعطيك ثقة فيما اخترت، لأنك اخترته ليس لأنه الوحيد الذي أمامك أو الذي يتحدث عنه الناس!
بل لأنه المناسب لك من بين كل ما جربته واطلعت عليه.
ويمكنك أن تزيد معرفتك بمجالات وتخصصات الدراسة والعمل من خلال:
البحث على الإنترنت عن أي مجال تريده وكذلك أشهر وأهم المجالات حاليًا.
قراءة مقالات أو كتب للتعرف على طبيعة المجال أو التخصص.
متابعة الخبراء والمتخصصين في مجال ما.
الاستفادة من خبرات الآخرين سواء في محيطك أو على السوشيال ميديا والاستفسار منهم عن التفاصيل التي تشغلك بخصوص مجال ما.
ومما سيفيدك أيضًا البحث على يوتيوب ومشاهدة الفيديوهات المختصة بالمجال الذي تبحث عنه.
وهناك أيضًا الكثير من الكورسات التي تهتم بتقديم تعريف للمجالات المختلفة وكيف تختار ما يناسبك من بينها
ويمكنك أن تجدها على منصات مثل إدراك، coursera، udemy
ثانيًا: تعرف على نفسك
أن تعرف نفسك، وتحدد نقاط ضعفك ونقاط قوتك، وتكون على علم بما تحب وما تكره، لهو أمر شديد الأهمية ليس من أجل الوصول لشغفك وحسب بل لتحقيق أي نجاح تريده في الحياة.لأنه وبعد إطلاعك على المجالات والتخصصات المختلفة، سيكون الحكم الأخير والاختيار النهائي وفقًا لميولك وهل يتناسب مجال ما مع طبيعتك أم لا.
فإذا كنت لا تعرف نفسك جيدًا ولا تعرف ماذا تجيد أو ماذا تحب، قل لي على أي أساس ستختار؟
كذلك، من المهم أن تعرف أهدافك ويكن لديك رؤية واضحة ومحددة لحياتك، حتى تختار ما يتماشى مع هذه الأهداف ويساعدك في تحقيقها.
ومما سيساعدك في معرفة نفسك أن تكون قريبًا منها وتتحدث إليها وتلاحظها وتتفقد أحوالها دائمًا.
ولتكن لديك جلسة يومية مع نفسك قبل نومك.
ثالثًا: ما خاب من استشار
ولكن من المهم أيضًا معرفة أن تحديد شغفك واختيار مجال الدراسة والعمل هو مسئوليتك الشخصية ويجب أن يكون الاختيار مبني على وعي تام وثقة كاملة.
ورأي الآخرين يظل عاملًا مساعدًا ولا يجب أن تعتمد عليه كليًا كأساس في الاختيار.
وأخيرًا، إن البحث عن الشغف هو وسيلة ولا يجب أبدًا أن يكون غاية، وأقول ذلك حتى لا تطيل كثيرًا في هذه المرحلة وتنسى ما بعدها.
فعلى الرغم من أهميتها إلا أنها تظل بداية الطريق أو شرارة البدء.
كتبته: د/ فاطمة زكي
اقرأ أيضًا
كيف تبني عادة في أسرع وقت؟
كيف توازن بين جوانب حياتك المختلفة؟