تنظيم الوقت | خطوات عملية ونصائح شديدة الأهمية

28/04/2025|

تنظيم الوقت من أهم مهارات الحياة التي يمكن أن تمتلكها، فبمجرد إتقان هذه المهارة تُفتح لك أبواب عدة لتعلم المزيد من المهارات وتحقيق إنجازات أكثر في دراستك وعملك وحياتك كلها.
وعلى النقيض تمامًا إذا أهملت تنظيم وقتك، حينها ستجد تأثيرًا سلبيًا يطول كل جوانب حياتك.
ولكي تتعرف على أسرار تنظيم الوقت بشكل عملي تتغير به حياتك، تابع معنا هذه المقالة.

أولًا: كن واعيًا بأهمية الوقت وبما تفعل به

أرجو أنك لم تنسى المقولة التي لطالما ترددت على مسامعنا ونحن صغار وهي  "الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك" وعلى الرغم من بساطة هذه المقولة وتكرارها إلا أنها شديدة الأهمية، لأنها تمثل طبيعة الوقت ومدى حدته فما يمر منه لا يعود مرة أخرى كالسيف إذا نفذ لا يمكن تجنب جرحه.
فكن دائمًا على وعي بأن الوقت الذي بين يديك كنز ثمين إذا أحسنت استثماره واستغلاله فيما يفيد. وفي نفس الوقت هو سيف قاطع إن أمضيته بلا فائدة.

وإلى جانب الوعي بطبيعة الوقت وأهميته.. تحتاج لأنك تكون واعيًا بالطريقة التي تقضي بها أوقاتك.
هل تظل جالسًا بالساعات على موقع التواصل الاجتماعي؟ هل تستمر في تأجيل مهامك يومًا بعد يوم؟ أم أنك تنجزها أول بأول وتحرص على وقتك من المشتتات والملهيات؟
هذا ما ما يجب أن تحدده بصدق بينك وبين نفسك.
وهناك وسيلة لتتبع الوقت وتحديد أين يذهب وذلك من خلال تسجيل كل ما تفعل خلال يومك بالتفصيل دون أن تهمل شيئًا مهما كان صغيرًا. والاستمرار على هذا النمط من التسجيل لمدة أسبوع على الأقل.
وبهذه الطريقة ستعرف بالتحديد أين يذهب وقتك.



ثانيًا: لا شيء يتم دون العزيمة والإرادة

لا تعتقد أن خطواتك في تغيير حياتك والبدء في تتبع وقتك وتنظيمه سيكون أمرًا سهلًا. بل هو كأي عمل له قيمة وفائدة يحتاج إلى جهد وصبر ومثابرة لكي تعتاد عليه وتكتسبه كعادة تلقائية.
لذلك لا تعتمد على راحتك النفسية أو مدى قابليتك وحماسك وشغفك لأداء مهامك وواجباتك في الحياة.
واستبدلهم بالشعور بالمسئولية والإرادة.
فالحياة ليست مجال لما نحب بل هي مجال لأداء مسئولياتنا.
ولكي تصبر على مشقات الطريق وتحافظ على الإلتزام والاستمرارية، تذكر هذه الآيات الكريمة "وَأَنْ لَيْسَ لِلإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأَوْفَى"، "إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا". فهذه الآيات من شأنها أن تطمئنك وتدفعك لاستمرارية السعي. لأن كل جهودك محفوظة وأجرها محفوظ كذلك عند الله الكريم الجواد.
فاستحضر دائمًا الأجر والثمرة الحلوة التي ستحصل عليها نتاج سعيك وعملك، وأن ذلك أفضل استثمار لحياتك وإجابة عن سؤال عمرك فيما أفنيته.



ثالثًا: تجنب التسويف

التسويف من أكبر المشاكل التي قد تصيب حياتك. فما تستطيع أن تفعله اليوم، بالتسويف ستعجز عن فعله في الغد. وما كان بسيطًا اليوم ويمكن فعله بسهولة، بالتسويف سيصبح حملًا ثقيلًا لا يُطاق.
فالتسويف ليس حلًا، بل مشكلة كبيرة لا أريدك أن تستمر في الوقوع بها.
وإليك مجموعة من النصائح لتجنب التسويف

  • حافظ على إنجاز مهامك أول بأول دون تهاون.

  • تذكر أنك لا تسوف لشخص آخر بل تزيد الحمل على نفسك في الغد.

  • لا تفترض أنك ستصبح أفضل حالًا في الغد أو ستكتسب طاقة خارقة لإنجاز كل ما لديك من مهام.
    لأنه في الحقيقة ظروف الغد لن تختلف كثيرًا عن اليوم. فإلى متى ستنتظر تحسن الظروف كي تنجز؟!

  • تابع إنجاز مهامك اليومية مع صديق مجتهد يشجعك على العمل أو مع أحد أفراد أسرتك.

  • قسم المهام الكبيرة إلى أخرى أصغر منها واعمل عليها تباعًا، فالإنجاز ولو لجزء صغير أفضل من التسويف. 

  • تخلص من المثالية الزائدة، لأنها عدو الإنجاز الأول. ولن تنتظر أن يصبح كل شيء كما تريد بل ابدأ وحسب.




رابعًا: رتب أولوياتك

ترتيب الأولويات أمر أساسي وهام للغاية لكي تتمكن من تنظيم وقتك.
ابدأ كل فترة بجرد المهام المطلوبة منك ثم رتبها من الأهم فالمهم إلى الأقل أهمية وهكذا.
وعندما تبدأ في العمل على هذه المهام ابدأ بالأهم. لأنك ستكون بكامل طاقتك ونشاطك وكذلك ستشعر بالتحفيز والإنجاز عند انتهائك منه. وبعدها استكمل العمل في المهم إلى الأقل أهمية.
وهناك شيء لابد أن تتأكد منه دائمًا وهو أنك لا تنشغل بالصغائر والتافهات والأمور غير المهمة عن واجباتك ومسئولياتك وما يهمك.




خامسًا: استخدم قائمة المهام- To do list

قد تبدو لك هذه النصيحة بسيطة أو غير مؤثرة ولكن أود أن أقول لك أن استخدام قائمة المهام بشكل يومي من أكثر الوسائل فعالية في تنظيم الوقت.
وأريدك أن تحرص على استخدامها لفترة وسترى بنفسك الفارق الذي تصنعه.
كما أن استخدامها سهل، فكل ما عليك أن تدون المهام التي تريد القيام بها قبل أن تنام أو في بداية اليوم. وبعد انتهائك من كل مهمة تضع عليها علامة صح.
ستوفر عليك قائمة المهام التوهان وضياع الوقت حتى تعرف ماذا عليك أن تفعل اليوم. وبعلامة الصح التي تضعها بعد كل مهمة ستتحفز كثيرًا للمواصلة في العمل والإنجاز.
وهي أيضًا وسيلة فعالة في تتبع مدى استثمارك لوقتك ومعدل إنجازك.





سادسًا: لا تنسى الراحة

لا تختلف أهمية وقت الراحة عن وقت العمل. فكلاهما مؤثران في قدرتك على العمل والإنجاز.
وبوقت الراحة تستطيع أن تحافظ على تركيزك وتجدد نشاطك وتستعيد طاقتك فتستكمل عملك بشكل جيد.
فبدلًا من الاستمرار في العمل لساعات طويلة متواصلة. اجعل هناك فاصل بسيط بين كل ساعة والأخرى.
واحرص على أن تكون فيه راحة فعالة وليست سلبية. فلا تظل جالسًا في مكانك متصفحًا هاتفك. بل تحرك إلى البلكونة مثلًا وتنفس بعمق وحاول أن تسترخي. أو إلى الثلاجة وأحضر لنفسك طبقًا خفيفًا من الفواكه أو الخضار. أو إلى المطبخ واصنع لنفسك كوبًا من الشاي أو القهوة ولكن نوصيك بألا تزيد منهما عن القدر الطبيعي. ويمكنك كذلك أن تمارس أحد هواياتك أو أن تتواصل مع أحد أصدقائك أو فرد مقرب من عائلتك ويمكن أن تشاهد فيديو تحفيزي أو كوميدي أو لصانع محتوى تحب متابعته.


في النهاية نرجو أن نكون جعلناك أكثر وعيًا بأهمية وقتك وبضرورة استثماره فيما يفيد وحفظه من المشتتات والمضيعات. ونرجو لك وقتًا مفيدًا سعيدًا على الدوام.

كتبته: د/ فاطمة زكي

اقرأ أيضًا: طور ذاتك في 3 خطوات فقط

أسرار لن يخبرك بها الأوائل عن المذاكرة الفعالة

مشاركه فى:

ربما يعجبك أيضا